لافت للاهتمام الأخبار عن رفع النفايات قبل وأثناء عطلة عيد الفطر؛ فقد رفعت كوادر أمانة عمّان الكبرى 5192 طناً من النفايات ليلة عيد الفطر السعيد وذلك بزيادة عن الكميات المرفوعة ليلة عيد الفطر لعام 2024 بمقدار 200 طن تقريباً.
لا بد من وضع بعض المعلومات في هذا المجال (وفقا لموقع أمانة عمّان الكبرى) ومنها أن كميات النفايات التي يتم رفعها من جميع مناطق أمانة عمّان الكبرى يتم نقلها إلى المحطة التحويلية التابعة لأمانة عمّان ومن ثم نقلها إلى مكب الغباوي لطمرها ومعالجتها بشكل صحي ليتم بعد ذلك انتاج الغاز الحيوي الناتج من عملية المعالجة لتحويلها إلى طاقة كهربائية من خلال شركة الغاز الحيوي الاردنية التابعة لأمانة عمّان الكبرى. والجدير بالذكر أن مكب الغباوي التابع لأمانة عمّان الكبرى يستقبل النفايات من عدد من البلديات مثل بلديات الزرقاء والرصيفة وسحاب والموقر.
عدد الكادر العامل على جمع ورفع ونقل ومعالجة النفايات بأمانة عمّان الكبرى يبلغ (5000) موظف من كافة المسميات الوظيفية العاملة على مدار الساعة وعدد الآليات المستخدمة لهذه الغاية (400) آلية تقريبا.
وكمثال مشابه، تمكنت كوادر بلدية السلط من رفع 688 طنًا من النفايات و192 متراً مكعباً من الأنقاض العشوائية خلال الأيام الأولى من العيد، وذلك عبر تعزيز جهودها الميدانية بمشاركة كوادر بشرية وآليات متطورة، تم تأمين 13 آلية ضاغطة في القصبة و8 ضاغطات في المناطق، بالإضافة إلى 22 شاحنة «ديانا» ذات السعة الصغيرة، و4 لودرات، و3 جرارات لرش المبيدات بالإضافة إلى تعزيز العمل بـ 170 عاملاً.
وآخر من بلدية الجيزة حيث تم رفع أكثر من من 312 طن نفايات من مناطق الجيزة من خلال 14 ضاغطة نفايات وأربع مركبات شحن (ديانا) و75 عاملاً عملوا خلال عطلة العيد على ثلاث ورديات لضمان تقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
جهود كبيرة ومقدرة تبذل من أجل رفع النفايات وبشكل سريع وعلى مدار الساعة وللأسف (ولنعترف بذلك) لا يوجد تعاون حقيقي من المواطن في هذا المجال وفي أغلب المناطق، حيث يتم إلقاء النفايات بشكل فوفوضي وليس داخل الحاويات وممارسات أخرى يطول الحديث عنها ومن أهمها من يقومون بنبش الحاويات وبعثرة محتوياتها على الشارع العام باستهتار وعدم مسؤولية وأنانية مطلقة.
تبلغ تكلفة عملية جمع ورفع النفايات ومعالجتها والتخلص منها بالملايين من ميزانية أمانة عمّان والبلديات، إضافة إلى جهد يأخذ من حيز الخدمات المقدار الكبير، ولهذا يمكن تبني بدائل مناسبة ومنها خصخصة خدمات النظافة للتركيز على جوانب التطوير الأخرى وهناك العديد من النماذج في الدول المجاورة ومنها مصر وتركيا والاستفادة منها وبشكل مناسب.
ثمة حديث يطول عن مفهوم النظافة في كل أمر ومنها القلوب، البيوت، الشوارع، الأماكن العامة ومن قبل تصفح موقع وزارة البيئة والاطلاع على القوانين والتشريعات في هذا المجال والاطار النظري الدقيق والذي يحتاج لتطبيق وممارسة فعلية من قبل الجميع.
تذكرت العبارة المشهورة: «لا يحتاج الإنسان إلى شوارع نظيفة ليكون محترماً! ولكن الشوارع تحتاج الى اُناس محترمة لتكون نظيفة!»، والتي تختصر الكثير مما ندعو له ونطالب ونتمنى!
